ان التمرس والمتابعة الدائمة لسنوات للتقنية والويب صنعت لي آراء واعتقادات قوية ومنطقية بالنسبة لي. لكل شخص متابع اعتقادات وفرضياته بناءً على ما يراه كل يوم بعد فتحه لقارئ الخلاصات الخاص به وتصفح تلك الأخبار والمقالات، قوقل استحوذت على الشركة الفلانية وفيس بوك استحوذت على الشركة العلانية.
ان الثلاث سنوات الماضية بالتحديد. كانت انفجار هائل لعدة مشاريع سعودية على الويب —وعربيًا أيضًا بشكل عام— والعديد منها كان فريد ومميز من الناحية التطويرية والتصميمية، لكن لطالما كان هناك عنصر بسيط يثير غضبي لبعض المشاريع. عندما تكون فكرة المشروع فريدة وليست تقليدًا لخدمة او تطبيق ويب موجود مسبقًا وتجد مطور أو مؤسس هذا المشروع قد صنع مشروعه كما لو انه لا يوجد مستخدمين الا في دائرة واحدة محددة وليس العالم كله!
اننا نعيش فترة زمنية لا توصف بغير كلمة واحدة، مذهلة؛ فيوجد الإنترنت الذي يوصلنا بكائنًا من كان وتوجد اللغة الإنجليزية التي يعترف بها كلغة عالمية للتواصل. فعندما ننظر لهذه الأداتين بشكل خاص نستنتج انه مهما كان مشروعك فبإمكانك إصالة لينافس تلك المشاريع في الولايات المتحدة الأمريكية أولئك المطورين والمصممين القابعين في وادي السيلكون… من غرفتك في السعودية او أينما كنت.
لكي تنافس تلك المشاريع العالمية والمختلفة عليك ان تستقطب المستخدمين والإعلام. انظر لمشروعك على انه موجه للعالم وحدد اللغة الإنجليزية لتكون اللغة الافتراضية لمشروعك. من خلال هذا التحديد عندما يكون مشروعك خاص بمشاركة الملفات تم تطويره وتصميمه بأفضل حلة ممكنه وتم توجيه للعالم باستخدام اللغة الانجليزية في البداية، فما الفرق بينك وبين شركة كبيرة متخصصة في مشاركات الملفات على الإنترنت مثل Dropbox «دروب بوكس» على سبيل المثال؟ لا يوجد فرق؛ أنت الآن تعتبر منافس فعلي وان تم التسويق لمشروعك إعلاميًا بشكل جيد فأنت الآن ضمن الخيارات أمام المستخدم الذي يريد استخدام احد خدمات مشاركة الملفات على الإنترنت.
لمن ينظر للموضوع بشكل عاطفي. نحن نتحدث باللغة العربية ولكن، العالم ككل هل يتحدث اللغة العربية؟ لا. أنتهى الموضوع.
تعلم بأنه من الأفضل بدأ مشروعك باللغة الإنجليزية ولكن، تريد ان تؤسس مشروعك القادم باللغة العربية لدائرة محددة ومخصصة تريد التركيز عليها وحدها؟ جيد؛ أنا لا اتحدث عنك هنا، بل أتحدث عن من لا يعلم ويجهل هذه النقطة.
قد يبدو مثالي السابق ضبابيًا غير واضح، لكن نقطتي هي كالتالي: لماذا تخلق وتخصص مشروعك لدائرة واحدة صغيرة بينما تستطيع ان تضعه وتخصصه للعالم كله؟
ليس بالضرورة ان يكون منافس —إطلاقًا—، لكن بمجرد وضعك وتخصيصك لمشروعك للعالم فأنت تصنع لنفسك الفرص ومن قصص النجاح البسيطة والتي حدثت على حسب ما اذكر قبل سنتين، انه كان هناك مطور ويب عربي يدرس في الولايات المتحدة وكان طالب مبتعث من المغرب ان لم يخب ظني قام بتطوير صفحة بسيطة وظيفتها واحدة وهي البحث الحي Live Search لمقاطع اليوتيوب الموسيقية. لم تكمل هذه الصفحة أسبوع حتى قامت قوقل بتوظيف هذا الطالب والاستحواذ على مشروعه فائق البساطة.
تم توظيف هذا الطالب قبل ان تطلق قوقل ميزة وخاصية البحث الحي؛ فلن اكون مندهشًا ان علمت انه كان احد الموظفين فريق التطوير لهذه الخاصية.
لكي تفهم هذه الآليات وكيف تطور مشروعك القادم لا بد منك ان تعرف وتفهم ثقافة هذا الوسط التقني. فقراءة «هاكر نيوز»Hacker News و«تك كرنش» TechCrunch وبعض الكتاب التقنيين من فترة لفترة متحدثين عن واجهات الاستخدام او بعض خصائص لغة البرمجة الفلانية الجديدة والأخبار، ليست مضيعة للوقت —كما يعتقد الكثير— بقدر ما هي ثقافة يُتطلب منك ان تعيشها كمطور او مصمم لكي تفهم ماذا تقدم في هذا الوسط التقني.
تويتر الآن يسمح لك بالحديث مع كائنًا من كان من مطورين ومصممين وغيره فبسهولة بإمكانك وكزهم بتغريده عن مشروعك او الانخراط معهم ببعض الأحاديث التي تهم هذا الوسط وهذه الثقافة كونك شخص تقني. فربما هذه المحادثة تفتح لك بابًا يقودك للنجاح والوصول بمشروعك لأعلى المراحل. هذه الثقافة هي مصدر إلهامك لبدأ مشروعك أو تطويره.
يجب ان تعرف ان استخدامك للغة الانجليزية —على الأقل في البداية— والتواصل مع هذا الوسط والانخراط في هذه الثقافة تصنع لك فرصًا لم تحلم حتى بها. فأنت والمطور الفلاني والمشروع الفلاني واحد ما دام مشروعك على الإنترنت وموجه للعالم أجمع، ليس لدائرة واحدة محددة.
يجب ان تدرك انك انت، نعم انت عزيزي مؤسس المشروع القادم يا من تقطن في احد دول العالم الثالث، ان الإنترنت أداة للتواصل مع العالم واللغة الإنجليزية أداة للتفاهم. فما الذي يمنعك من ان تكون نجاحًا عالميًا بجعل مشروعك —الذي يمثلك— موجهًا للعالم وليس لدائرة محددة؟ ففي هذا الوسط لا ينظر لك ان كنت سعودي او هندي، مسلم او غير مسلم. مشروعك وجودته هي ما يحدد نجاحك فأجتهد لخلق الفرص بتوجيه مشروعك للعالم.