فجأة و بدون سابق إنذار ، وجه الاعلام التقني أضواءه البيضاء نحو قطاع الساعات الذكية ، ليس لأنه قطاع حديث الولادة ، لكن لأن الغريمين العملاقين يستعدان لاقتحامه عبر منتجات يقال أنها ستكون ثورية ، أقصد Apple و Samsung .
فأينما حلوا هؤلاء لا بد و أن يكون للاعلام فيه وجود لكونهما الشركتين الأكثر اثارة لنقاشات الخلاف بين المستخدمين باختلاف توجهاتهم و أذواقهم ، صحيح أن Samsung و Apple لهما وزنا كبيرا هذه الأيام في مختلف قطاعات التقنية و التكنولوجيا ، إلا أن التركيز الكبير عليهما يشير الى تجاهل عالمي لمعركة تدور الأن بين Pebble و Sony على الحصة الأكبر من مبيعات الساعات الذكية و سعي شركات أخرى متواجدة هناك لتعزيز حصتها .
و مع اقتراب الرابع من الشهر الحالي الذي يقال أنه سيكون موعدا مع Samsung Galaxy Gear و تلويح إشاعات أخرى الى أن موعد الكشف عن Apple iWatch لن يكون بعيدا. إزداد تركيز الاعلام على المنتجين و روج للكثير من التسريبات و الاشاعات.
اذن يبدوا لي و للكثيرين أن الاعلام غير منصف و يسقط مرة أخرى في مفارقة تظهر مدى اهتمامه بالكبار و تجاهله للأخرين. حتى أن البعض من الخبراء و المحللين بدأ يتكهن بأن Samsung Galaxy Gear ستكون الأفضل فيما الأخرين يمجدون Apple iWatch دون أن يعرفوا مدى طبيعة تلك الساعات و مدى قدومها بمميزات ستجعل منها ثورة قي عالم الأجهزة الصغيرة.
لنتوقف قليلا لنجيب عن هذا السؤال المهم أليس من حق الاعلام أن يركز جهوده و يسخر إمكانياته لاستعراض ما يمكن لكل من Samsung و Apple أن يقدماه من انجازات في هذا القطاع ؟ جوابي نعم و لكن ليس بهذه الصورة التي استثنت قائمة من الساعات الذكية و منها Pebble و Sony Smartwatch و MetaWatch و WIMM One Watch إضافة الى Motorola MotoActv و i’m Watch و الكثير من الساعات الذكية التي تكافح من أجل الظهور.
كان بالأحرى إذن على وسائل الاعلام أن توازن بين الاشاعات و التسريبات التي تخص القادم من العملاقين ، و في ذات الوقت أن لا تتجاهل أبدا الوضع السائد في هذا القطاع الذي بدأ منذ سنة على الأقل يكتسي أهميته و يهتم الناس بالمتاح من المنتجات فيه.
و بما أننا رأينا الكثير من المميزات التي تحملها الأجهزة القابلة للارتداء و منها الاطلاع على البريد و إمكانية الولوج الى الإنترنت إضافة الى متابعة تحديثات الشبكات الاجتماعية و إمكانية التغريد و نشر المنشور ، و قدرتها للاتصال بالبلوثوت و القيام بمهام أخرى فان السؤال الذي يطرح تفسه هنا و في هذا التوقيث بالتحديد هو ما الثوري في Samsung Galaxy Gear و Apple iWatch إن كانتا ستقدمان نفس المزايا مع تحسينات طفيفة ؟
ربما سيكون الاعلام على حق اذا رأينا بعض المميزات التي ستحصل عليها الساعات الذكية لأول مرة من أبل و سامسونج و منها الشاشات القابلة للطي إضافة الى كاميرا كما زعمت بعض التقارير التي نشرت في هذا الصدد. رغم أنه يساورني شعور بأن لا Apple و لا Samsung ستعمل على تزويد الأجهزة القابلة للارتداء القادمة بتلك المميزات التي تعبر عن أحلام الكثيرين.
فالتوقعات المنطقية التي إقتنعت بها شخصيا تقول أن كلا الجهازين المنتظرين سيأتيان بمواصفات متفوقة على الساعات الذكية المتاحة في الأسواق و بتصميم أكثر جاذبية دون مميزات ثورية إضافية تجعل منها أجهزة خرافية ، و هذا الأمر وارد لكن ليس الأن ربما في الاصدار القادم بالذات.
لكن هذا لا يعني أبدا أن مسألة الاقبال المنتظر على Samsung Galaxy Gear و Apple iWatch ستقل أو ربما لن يكون في المستوى المتوقع ، بالعكس سنرى مبيعات جيدة لساعتي أبل و سامسونج و من المنتظر أن يستحوذان على حصة مهمة في السوق ، لكن ليس بفضل المواصفات و التقنيات التي سيتم دمجها فقط بل أيضا لقيمة الشركتين في أعين الناس و لكون المبالغة الاعلامية حاضرة مرة أخرى !
